...

دعاية إسرائيل بالذكاء الاصطناعي تنقلب ضدها—والنتيجة مُضحكة للغاية!

عندما كشف FactFinder AI أكاذيب إسرائيل بنفسه

تخيّل أن تستثمر ملايين الدولارات في تطوير ذكاء اصطناعي دعائي، فقط ليقوم بوصفك بالمستعمر! هذا تمامًا ما حدث لإسرائيل.

لعقود، أنفقت إسرائيل مليارات الدولارات على ماكينة دعائية عالمية تُعرف باسم “الهسباراه” (Hasbara)، هدفها الأساسي التلاعب بالرأي العام. من تصوير نفسها كضحية أبدية إلى وصف المقاومة الفلسطينية بـ”الإرهاب”، تعمل هذه الآلة الإعلامية بلا كلل لتشكيل السردية، وتبرير جرائم الحرب، وإسكات الأصوات الناقدة (The Real News).

لكن ماذا يحدث عندما تنقلب التقنية التي طوّرتها إسرائيل لخدمتها ضدها؟

هنا يأتي دور FactFinder AI—أحدث محاولات إسرائيل لأتمتة دعاية الهسباراه، والتي انتهت بكارثة مدوّية. لم يكتفِ الذكاء الاصطناعي بالفشل في مهمته، بل بدأ بدعم القضية الفلسطينية وكشف التناقضات الجوهرية في الخطاب الإسرائيلي. يا لها من صفعة غير متوقعة!

كُتيّب الهسباراه: السيطرة، التلاعب، والتبرير

قبل أن نستمتع بهذه المفارقة الساخرة، لنُلقي نظرة سريعة على ماهية “الهسباراه” فعلًا. الكلمة تعني “شرح” في اللغة العبرية، لكنها في الواقع ليست سوى آلة دعاية متطورة، تديرها الدولة، هدفها الرئيسي السيطرة على كيفية رؤية العالم لأفعال إسرائيل، خاصة خلال الحروب والأزمات (New Arab).

الركائز الثلاث للهسباراه:

  1. التلاعب بالسردية – أي فعل مقاومة فلسطيني؟ “إرهاب”. أي غارة جوية إسرائيلية تقتل المدنيين؟ “دفاع عن النفس”. قصف المدارس والمستشفيات؟ “كانوا يختبئون فيها”. السيناريو جاهز دائمًا!
  2. البنية التحتية المؤسسية – الحكومة، جماعات الضغط، الجامعات، والمنظمات غير الحكومية الممولة بسخاء، جميعها تعمل بتناغم لنشر الرواية الإسرائيلية عالميًا.
  3. التطور الرقمي – الهسباراه ليست عالقة في الماضي. مع استخدام الذكاء الاصطناعي، الروبوتات الإلكترونية، والتلاعب بالخوارزميات، تغرق إسرائيل الفضاء الرقمي برسائلها الدعائية، بينما تسعى في الوقت ذاته لقمع أي صوت ناقد (Arab News).

وهنا جاءت الفكرة العبقرية: لماذا لا نترك الذكاء الاصطناعي يقوم بالمهمة؟ ما الذي قد يسوء؟ 🤡

FactFinder AI: عندما تمرّد الذكاء الاصطناعي على دعاية إسرائيل

في أواخر عام 2023، كشفت إسرائيل بفخر عن FactFinder AI، وهو نظام ذكاء اصطناعي “مصمم لمكافحة المعلومات المضللة” حول حربها على غزة (Haaretz). الترجمة الحقيقية؟ روبوت مبرمج لغمر مواقع التواصل الاجتماعي بالسرديات الإسرائيلية وتفنيد أي “حقائق غير مريحة” قد تضرّ بصورتها.

لكن خلال أسابيع فقط، حدث ما لم يكن في الحسبان—فشل الذكاء الاصطناعي بشكل كارثي، وبطريقة جعلته العدو الأول للدعاية الإسرائيلية. بدلًا من أن يكون أداة دفاع عن إسرائيل، بدأ:

  • التشكيك في الرواية الإسرائيلية – أنكر وقوع وفيات مدنية إسرائيلية مؤكدة في هجوم 7 أكتوبر (New Arab).
  • اتهام الجنود الإسرائيليين بالاستعمار والفصل العنصري (Haaretz).
  • الترويج للتبرعات لصالح الفلسطينيين وانتقاد سياسات إسرائيل علنًا (AA).
  • نشر معلومات مضللة حول الرهائن الإسرائيليين، حيث ادّعى أن بعضهم لا يزال في الأسر رغم إطلاق سراحهم.

وكأن الذكاء الاصطناعي قرر أن الحقيقة لا تتماشى مع الرواية الإسرائيلية، فبدأ بالكشف عن تناقضاتها بنفسه.

الفشل التقني الذي كشف عيوب الدعاية الإسرائيلية

لماذا يُعدّ هذا فشلًا كارثيًا لإسرائيل؟

  1. أزمة مصداقية – إذا كان الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي نفسه غير قادر على الالتزام بالرواية الرسمية، فلماذا يصدقها الآخرون؟
  2. موجة سخرية عارمة – رواد مواقع التواصل لم يرحموا الموقف، فقد تحولت أخطاء الذكاء الاصطناعي إلى مادة ساخرة انتشرت بسرعة.
  3. مأزق الذكاء الاصطناعي – إذا كان روبوت مصمم للترويج للرواية الإسرائيلية ينتهي بتبني وجهة نظر فلسطينية، فماذا يخبرنا ذلك عن الواقع؟

الخاتمة: الدعاية الإسرائيلية تتصدع

فضيحة FactFinder AI ليست مجرد خلل تقني أو فشل دعائي عابر—بل علامة واضحة على أن حتى أكثر أدوات إسرائيل تطورًا لا تستطيع إخفاء الحقيقة إلى الأبد.

🔹 أرادت إسرائيل أن تستخدم الذكاء الاصطناعي لتلميع صورتها… فانتهى الأمر بفضحها. 🔹 أرادت تعزيز دعايتها… فجعلتها أكثر هشاشة. 🔹 أرادت إسكات الحقيقة… فجعلتها تنتشر أسرع.

وفي نهاية المطاف، هناك درس واحد واضح:

لا يمكنك بناء دعاية قائمة على الأكاذيب، ثم تتوقع أن يتعامل معها الذكاء الاصطناعي وكأنها حقائق.

ربما آن الأوان لإسرائيل أن تدرك أن لا ذكاء اصطناعي، ولا روبوتات، ولا حتى مليارات الدولارات، تستطيع محو الحقيقة—خاصة عندما تكون الحقيقة واضحة كالشمس.

مقالات ذات صلة

الردود

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *